فصل: سورة إبراهيم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين ***


سورة إبراهيم

تفسير الآية رقم ‏[‏1‏]‏

‏{‏الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ‏(‏1‏)‏‏}‏

‏{‏الر‏}‏ اللّهُ أعلم بمراده بذلك، هذا القرآن ‏{‏كِتَابٌ أنزلناه إِلَيْكَ‏}‏ يا محمد ‏{‏لِتُخْرِجَ الناس مِنَ الظلمات‏}‏ الكفر ‏{‏إِلَى النور‏}‏ الإيمان ‏{‏بِإِذُنِ‏}‏ بأمر ‏{‏رَّبُّهُمْ‏}‏ ويبدل من‏.‏ «إلى النور» ‏{‏إلى صراط‏}‏ طريق ‏{‏العزيز‏}‏ الغالب ‏{‏الحميد‏}‏ المحمود‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏2‏]‏

‏{‏اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ‏(‏2‏)‏‏}‏

‏{‏الله‏}‏ بالجرّ بدل أو عطف بيان وما بعده صفة والرفع مبتدأ خبره ‏{‏الذى لَهُ مَا فِى السموات وَمَا فِي الأرض‏}‏ ملكاً وخلقاً وعبيداً ‏{‏وَوَيْلٌ للكافرين مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏3‏]‏

‏{‏الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآَخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ‏(‏3‏)‏‏}‏

‏{‏الذين‏}‏ نعت ‏{‏يَسْتَحِبُّونَ‏}‏ يختارون ‏{‏الحياة الدنيا عَلَى الأخرة وَيَصُدُّنَ‏}‏ الناس ‏{‏عَن سَبِيلِ الله‏}‏ دين الإسلام ‏{‏وَيَبْغُونَهَا‏}‏ أي السبيل ‏{‏عِوَجَا‏}‏ معوجّة ‏{‏أُوْلَئِكَ فِى ضلال بَعِيدٍ‏}‏ عن الحق‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏4‏]‏

‏{‏وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ‏(‏4‏)‏‏}‏

‏{‏وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ‏}‏ بلغة ‏{‏قَوْمِهِ لِيُبَيّنَ لَهُمْ‏}‏ لِيُفهمهمُ ما أتى به ‏{‏فَيُضِلُّ الله مَن يَشَآءُ وَيَهْدِى مَن يَشَاءُ وَهُوَ العزيز‏}‏ في ملكه ‏{‏الحكيم‏}‏ في صنعه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏5‏]‏

‏{‏وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ‏(‏5‏)‏‏}‏

‏{‏وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا موسى بئاياتنا‏}‏ التسع وقلنا له ‏{‏أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ‏}‏ بني إسرائيل ‏{‏مِنَ الظلمات‏}‏ الكفر ‏{‏إِلَى النور‏}‏ الإِيمان ‏{‏وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ الله‏}‏ بنعمه ‏{‏إِنَّ فِى ذَلِكَ‏}‏ التذكير ‏{‏لأات لّكُلِّ صَبَّارٍ‏}‏ على الطاعة ‏{‏شَكُورٍ‏}‏ للنعم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏6‏]‏

‏{‏وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ‏(‏6‏)‏‏}‏

‏{‏وَ‏}‏ اذكر ‏{‏إِذْ قَالَ موسى لِقَوْمِهِ اذكروا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُمْ مّنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوء العذاب وَيُذَبّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ‏}‏ المولودين ‏{‏وَيَسْتَحْيُونَ‏}‏ يستبقون ‏{‏نِسَاءَكُمْ‏}‏ لقول بعض الكهنة إن مولوداً يولد في بني إسرائيل يكون سبب ذهاب ملك فرعون ‏{‏وَفِى ذلكم‏}‏ الإنجاء أو العذاب ‏{‏بَلاءٌ‏}‏ إنعام أو ابتلاء ‏{‏مِّن رَّبّكُمْ عَظِيمٌ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏7‏]‏

‏{‏وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ‏(‏7‏)‏‏}‏

‏{‏وَإِذْ تَأَذَّنَ‏}‏ أعلم ‏{‏رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ‏}‏ نعمتي بالتوحيد والطاعة ‏{‏لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ‏}‏ جحدتم النعمة بالكفر والمعصية لأعذبنكم دل عليه ‏{‏إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏8‏]‏

‏{‏وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ ‏(‏8‏)‏‏}‏

‏{‏وَقَالَ مُوسَى‏}‏ لقومه ‏{‏إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِى الأرض جَمِيعًا فَإِنَّ الله لَغَنِىٌّ‏}‏ عن خلقه ‏{‏حَمِيدٌ‏}‏ محمود في صنعه بهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏9‏]‏

‏{‏أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ‏(‏9‏)‏‏}‏

‏{‏أَلَمْ يَأْتِكُمْ‏}‏ استفهام تقرير ‏{‏نَبَؤُاْ‏}‏ خبر ‏{‏الذين مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ‏}‏ قوم هود ‏{‏وَثَمُودُ‏}‏ قوم صالح ‏{‏والذين مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ الله‏}‏ لكثرتهم‏؟‏ ‏{‏جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بالبينات‏}‏ بالحجج الواضحة على صدقهم ‏{‏فَرَدُّواْ‏}‏ أي الأمم ‏{‏أَيْدِيَهُمْ فِى أَفْوَاهِهِمْ‏}‏ أي إليها ليعضوا عليها من شدّة الغيظ ‏{‏وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ‏}‏ في زعمكم ‏{‏وَإِنَّا لَفِى شَكّ مّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ‏}‏ موقع في الريبة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏10‏]‏

‏{‏قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ‏(‏10‏)‏‏}‏

‏{‏قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِى الله شَكٌّ‏}‏‏؟‏ استفهام إنكار أي لا شك في توحيده للدلائل الظاهرة عليه ‏{‏فَاطِرِ‏}‏ خالق ‏{‏السموات والارض يَدْعُوكُمْ‏}‏ إلى طاعته ‏{‏لِيَغْفِرَ لَكُمْ مّن ذُنُوبِكُمْ‏}‏ «من» زائدة، فإن الإسلام يُغْفَر به ما قبله، أو تبعيضية لإِخراج حقوق العباد ‏{‏وَيُؤَخِّرَكُمْ‏}‏ بلا عذاب ‏{‏إلى أَجَلٍ مُّسَمًّى‏}‏ أجل الموت ‏{‏قَالُواْ إِنْ‏}‏ ما ‏{‏أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُون أَن، تَصُدُّنَا عَمَّا كَان يَعْبُدُ ءَابَآؤُنَا‏}‏ من الأصنام ‏{‏فَأْتُونَا بسلطان مُّبِينٍ‏}‏ حجة ظاهرة على صدقكم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏11‏]‏

‏{‏قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ‏(‏11‏)‏‏}‏

‏{‏قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن‏}‏ ما ‏{‏نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ‏}‏ كما قلتم ‏{‏ولكن الله يَمُنُّ على مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ‏}‏ بالنبوّة ‏{‏وَمَا كَانَ‏}‏ ما ينبغي ‏{‏لَنَا أَن نَّأْتِيَكُمْ بسلطان إِلاَّ بِإِذْنِ الله‏}‏ بأمره لأننا عبيد مربوبون ‏{‏وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ المؤمنون‏}‏ يثقوا به‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏12‏]‏

‏{‏وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آَذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ‏(‏12‏)‏‏}‏

‏{‏وَمَا لَنَا أ‏}‏ ن ‏{‏لا نَتَوَكَّلَ عَلَى الله‏}‏ أي لا مانع لنا من ذلك ‏{‏وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ على مَا اذَيْتُمُونَا‏}‏ على أذاكم ‏{‏وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ المتوكلون‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏13‏]‏

‏{‏وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ ‏(‏13‏)‏‏}‏

‏{‏وَقَالَ الذين كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ‏}‏ لتصيرنَّ ‏{‏فِى مِلَّتِنَا‏}‏ ديننا ‏{‏فأوحى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظالمين‏}‏ الكافرين‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏14‏]‏

‏{‏وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ ‏(‏14‏)‏‏}‏

‏{‏وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأرض‏}‏ أرضهم ‏{‏مّن بَعْدِهِمْ‏}‏ بعد هلاكهم ‏{‏ذلك‏}‏ النصر وإيراث الأرض ‏{‏لِمَنْ خَافَ مَقَامِى‏}‏ أي مقامه بين يديّ ‏{‏وَخَافَ وَعِيدِ‏}‏ بالعذاب‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏15‏]‏

‏{‏وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ‏(‏15‏)‏‏}‏

‏{‏واستفتحوا‏}‏ استنصر الرسل بالله على قومهم ‏{‏وَخَابَ‏}‏ وخسر ‏{‏كُلُّ جَبَّارٍ‏}‏ متكبِّرٍ عن طاعة الله ‏{‏عَنِيدٍ‏}‏ معاند للحق‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏16‏]‏

‏{‏مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ ‏(‏16‏)‏‏}‏

‏{‏مِّن وَرَائِهِ‏}‏ أي أمامه ‏{‏جَهَنَّمُ‏}‏ يدخلها ‏{‏ويسقى‏}‏ فيها ‏{‏مِن مَّاءٍ صَدِيدٍ‏}‏ هو ماء يسيل من جوف أهل النار مختلطا بالقيح والدم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏17‏]‏

‏{‏يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ ‏(‏17‏)‏‏}‏

‏{‏يَتَجَرَّعُهُ‏}‏ يبتلعه مرّة بعد مرّة لمرارته ‏{‏وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ‏}‏ يزدرده لقبحه وكراهته ‏{‏وَيَأْتِيهِ الموت‏}‏ أي أسبابه المقتضية له من أنواع العذاب‏.‏

‏{‏مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيّتٍ وَمِن وَرَائِهِ‏}‏ بعد ذلك العذاب ‏{‏عَذَابٌ غَلِيظٌ‏}‏ قويّ متصل‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏18‏]‏

‏{‏مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ ‏(‏18‏)‏‏}‏

‏{‏مَثَلُ‏}‏ صفة ‏{‏الذين كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ‏}‏ مبتدأ ويبدل منه ‏{‏أعمالهم‏}‏ الصالحة كصلة وصدقة في عدم الانتفاع بها ‏{‏كَرَمَادٍ اشتدت بِهِ الريح فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ‏}‏ شديد هبوب الريح فجعلته هباء منثوراً لا يُقْدَرُ عليه والجار والمجرور خبر المبتدأ ‏{‏لاَّ يَقْدِرُونَ‏}‏ أي الكفار ‏{‏مِمَّا كَسَبُواْ‏}‏ عَمِلُوا في الدنيا ‏{‏على شَئ‏}‏ أي لا يجدون له ثواباً لعدم شرطه ‏{‏ذلك هُوَ الضلال‏}‏ الهلاك ‏{‏البعيد‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏19‏]‏

‏{‏أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ‏(‏19‏)‏‏}‏

‏{‏أَلَمْ تَرَ‏}‏ تنظر يا مخاطب استفهام تقرير ‏{‏أَنَّ الله خَلَقَ السموات والأرض بالحق‏}‏‏؟‏ متعلق ب ‏(‏خلق‏)‏ ‏{‏إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ‏}‏ أيها الناس ‏{‏وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ‏}‏ بدلكم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏20‏]‏

‏{‏وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ ‏(‏20‏)‏‏}‏

‏{‏وَمَا ذلك عَلَى الله بِعَزِيزٍ‏}‏ شديد‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏21‏]‏

‏{‏وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ ‏(‏21‏)‏‏}‏

‏{‏وَبَرَزُواْ‏}‏ أي الخلائق والتعبير فيه وفيما بعده بالماضي لتحقيق وقوعه ‏{‏لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضعفاء‏}‏ الأتباع ‏{‏لِلَّذِينَ استكبروا‏}‏ المتبوعين ‏{‏إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا‏}‏ جمع ‏(‏تابع‏)‏ ‏{‏فَهَلْ أَنتُمْ مُّغْنُونَ‏}‏ دافعون ‏{‏عَنَّا مِنْ عَذَابِ الله مِن شَئ‏}‏ «من» الأولى للتبيين، والثانية للتبعيض ‏{‏قَالُواْ‏}‏ أي المتبوعون ‏{‏لَوْ هَدَانَا الله لَهَدَيْنَاكُمْ‏}‏ لدعوناكم إلى الهدى ‏{‏سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن‏}‏ زائدة ‏{‏مَّحِيصٍ‏}‏ ملجأ‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏22‏]‏

‏{‏وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ‏(‏22‏)‏‏}‏

‏{‏وَقَالَ الشيطان‏}‏ إبليس ‏{‏لَمَّا قُضِىَ الأمر‏}‏ وأُدخِل أهل الجنة الجنة وأهلُ النارِ النارَ واجتمعوا عليه ‏{‏إِنَّ الله وَعَدَكُمْ وَعْدَ الحق‏}‏ بالبعث والجزاء فصَدَقَكَم ‏{‏وَوَعَدتُّكُمْ‏}‏ أنه غير كائن ‏{‏فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِىَ عَلَيْكُمْ مّن‏}‏ زائدة ‏{‏سلطان‏}‏ قوّة وقدرة أقهركم على متابعتي ‏{‏إِلاَّ‏}‏ لكن ‏{‏أَن دَعَوْتُكُمْ فاستجبتم لِى فَلاَ تَلُومُونِى وَلُومُواْ أَنفُسَكُمْ‏}‏ على إجابتي ‏{‏مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ‏}‏ بمغيثكم ‏{‏وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِىَّ‏}‏ بفتح الياء وكسرها ‏{‏إِنّى كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ‏}‏ بإشراككم إياي مع الله ‏{‏مِن قَبْلُ‏}‏ في الدنيا قال تعالى ‏{‏إِنَّ الظالمين‏}‏ الكافرين ‏{‏لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ‏}‏ مؤلم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏23‏]‏

‏{‏وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ‏(‏23‏)‏‏}‏

‏{‏وَأُدْخِلَ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار خالدين‏}‏ حال مقدّرة ‏{‏فِيهَا بِإِذْنِ رَبّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا‏}‏ من الله ومن الملائكة وفيما بينهم ‏{‏سلام‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏24‏]‏

‏{‏أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ‏(‏24‏)‏‏}‏

‏{‏أَلَمْ تَرَ‏}‏ تنظر ‏{‏كَيْفَ ضَرَبَ الله مَثَلاً‏}‏ ويبدل منه ‏{‏كَلِمَةً طَيّبَةً‏}‏ أي ‏(‏لا إله إلا الله‏)‏ ‏{‏كَشَجَرةٍ طَيّبَةٍ‏}‏ هي النخلة ‏{‏أَصْلُهَا ثَابِتٌ‏}‏ في الأرض ‏{‏وَفَرْعُهَا‏}‏ غصنها ‏{‏فِى السماء‏}‏‏؟‏

تفسير الآية رقم ‏[‏25‏]‏

‏{‏تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ‏(‏25‏)‏‏}‏

‏{‏تُؤْتِى‏}‏ تعطي ‏{‏أُكُلُهَا‏}‏ ثمرها ‏{‏كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبّهَا‏}‏ بإرادته كذلك كلمة الإِيمان ثابتة في قلب المؤمن وعمله يصعد إلى السماء ويناله بركته وثوابه كل وقت ‏{‏وَيَضْرِبُ‏}‏ يبيّن ‏{‏الله الأمثال لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ‏}‏ يتّعظون فيؤمنون‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏26‏]‏

‏{‏وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ ‏(‏26‏)‏‏}‏

‏{‏وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ‏}‏ هي كلمة الكفر ‏{‏كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ‏}‏ هي ‏(‏الحنظل‏)‏ ‏{‏اجتثت‏}‏ استؤصلت ‏{‏مِن فَوْقِ الأرض مَا لَهَا مِن قَرَارٍ‏}‏ مستقرّ وثبات كذلك كلمة الكفر لا ثبات لها ولا فرع ولا بركة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏27‏]‏

‏{‏يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ‏(‏27‏)‏‏}‏

‏{‏يُثَبّتُ الله الذين ءَامَنُواْ بالقول الثابت‏}‏ هي كلمة التوحيد ‏{‏فِي الحياة الدنيا وَفِى الأخرة‏}‏ أي القبر لما يسألهم الملكان عن ربهم ودينهم ونبيهم فيجيبون بالصواب كما في حديث الشيخين ‏{‏وَيُضِلُّ الله الظالمين‏}‏ الكفار فلا يهتدون للجواب بالصواب بل يقولون لاندري كما في الحديث ‏{‏وَيَفْعَلُ الله مَا يَشَاءُ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏28‏]‏

‏{‏أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ‏(‏28‏)‏‏}‏

‏{‏أَلَمْ تَرَ‏}‏ تنظر ‏{‏أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين بَدَّلُواْ نِعْمَتَ الله‏}‏ أي شُكْرَهَا ‏{‏كُفْراً‏}‏ هم كفار قريش ‏{‏وَأَحَلُّواْ‏}‏ أنزلوا ‏{‏قَوْمَهُمْ‏}‏ بإضلالهم إياهم ‏{‏دَارَ البوار‏}‏ الهلاك‏؟‏

تفسير الآية رقم ‏[‏29‏]‏

‏{‏جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ ‏(‏29‏)‏‏}‏

‏{‏جَهَنَّم‏}‏ عطف بيان ‏{‏يَصْلَوْنَهَا‏}‏ يدخلونها ‏{‏وَبِئْسَ القرار‏}‏ المقرّ هي‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏30‏]‏

‏{‏وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ ‏(‏30‏)‏‏}‏

‏{‏وَجَعَلُواْ للَّهِ أَندَادًا‏}‏ شركاء ‏{‏لِيُضِلُّواْ‏}‏ بفتح الياء وضمها ‏{‏عَن سَبِيلِهِ‏}‏ دين الإسلام ‏{‏قُلْ‏}‏ لهم ‏{‏تَمَتَّعُواْ‏}‏ بدنياكم قليلاً ‏{‏فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ‏}‏ مرجعكم ‏{‏إِلَى النار‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏31‏]‏

‏{‏قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ ‏(‏31‏)‏‏}‏

‏{‏قُل لّعِبَادِىَ الذين ءامَنُواْ يُقِيمُواْ الصلاة وَيُنْفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ‏}‏ فداء ‏{‏فِيهِ وَلاَ خلال‏}‏ مخالّة أي صداقة تنفع‏.‏ هو‏:‏ يوم القيامة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏32‏]‏

‏{‏اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ ‏(‏32‏)‏‏}‏

‏{‏الله الذى خَلَقَ السموات والارض وَأَنزَلَ مِنَ السماء مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثمرات رِزْقًا لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الفلك‏}‏ السفن ‏{‏لِتَجْرِىَ فِى البحر‏}‏ بالركوب والحمل ‏{‏بِأَمْرِهِ‏}‏ بإذنه ‏{‏وَسَخَّرَ لَكُمُ الأنهار‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏33‏]‏

‏{‏وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ‏(‏33‏)‏‏}‏

‏{‏وَسَخَّرَ لَكُمُ الشمس والقمر دَائِبَينِ‏}‏ جاريين في فلكهما لا يَفْتُران ‏{‏وَسَخَّرَ لَكُمُ اليل‏}‏ لتسكنوا فيه ‏{‏والنهار‏}‏ لتبتغوا فيه من فضله‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏34‏]‏

‏{‏وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ‏(‏34‏)‏‏}‏

‏{‏وَءَاتَاكُمْ مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ‏}‏ على حسب مصالحكم ‏{‏وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ الله‏}‏ بمعنى إنعامه ‏{‏لاَ تُحْصُوهَا‏}‏ لا تطيقوا عدّها ‏{‏إِنَّ الإنسان‏}‏ الكافر ‏{‏لَظَلُومٌ كَفَّارٌ‏}‏ كثير الظلم لنفسه بالمعصية والكفر لنعمة ربه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏35‏]‏

‏{‏وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ‏(‏35‏)‏‏}‏

‏{‏وَ‏}‏ اذكر ‏{‏إِذْ قَالَ إبراهيم رَبِّ اجعل هذا البلد‏}‏ مكة ‏{‏ءَامِناً‏}‏ ذا أمن وقد أجاب الله دعاءه فجعله حرماً لا يسفك فيه دم إنسان ولا يظلم فيه أحد ولا يصاد صيده ولا يتخلى خلاه ‏{‏واجنبنى‏}‏ بَعِّدْني ‏{‏وَبَنِىَّ‏}‏ عن ‏{‏أَن نَّعْبُدَ الأصنام‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏36‏]‏

‏{‏رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ‏(‏36‏)‏‏}‏

‏{‏رَبّ إِنَّهُنَّ‏}‏ أي الأصنام ‏{‏أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مّنَ الناس‏}‏ بعبادتهم لها ‏{‏فَمَن تَبِعَنِى‏}‏ على التوحيد ‏{‏فَإِنَّهُ مِنّى‏}‏ من أهل ديني ‏{‏وَمَنْ عَصَانِى فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ‏}‏ هذا قبل علمه أنه تعالى لا يغفر الشرك‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏37‏]‏

‏{‏رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ‏(‏37‏)‏‏}‏

‏{‏رَّبَّنَا إِنَّى أَسْكَنتُ مِن ذُرّيَّتِى‏}‏ أي بعضها وهو ‏(‏إسماعيل‏)‏ مع أُمّه ‏(‏هاجر‏)‏ ‏{‏بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ‏}‏ هو مكة ‏{‏عِندَ بَيْتِكَ المحرم‏}‏ الذي كان قبل الطوفان ‏{‏رَّبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصلاوة فاجعل أَفْئِدَةً‏}‏ قلوباً ‏{‏مّنَ الناس تَهْوِى‏}‏ تميل وتحنّ ‏{‏إِلَيْهِمُ‏}‏ قال ابن عباس لو قال ‏(‏أفئدة الناس‏)‏ لحنت إليه فارس والروم والناس كلهم ‏{‏وارزقهم مّنَ الثمرات لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ‏}‏ وقد فعل بنقل الطائف إليه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏38‏]‏

‏{‏رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ‏(‏38‏)‏‏}‏

‏{‏رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِى‏}‏ نسرّ ‏{‏وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يخفى عَلَى الله مِن‏}‏ زائدة ‏{‏شَئ فِي الأرض وَلاَ فِى السماء‏}‏ يحتمل أن يكون من كلامه تعالى أو كلام إبراهيم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏39‏]‏

‏{‏الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ ‏(‏39‏)‏‏}‏

‏{‏الحمد للَّهِ الذى وَهَبَ لِى‏}‏ أعطاني ‏{‏على‏}‏ مع ‏{‏الكبر إسماعيل‏}‏ وُلِدَ وَلَهُ تسع وتسعون سنة ‏{‏وإسحاق‏}‏ وُلِدَ وَلَهُ مائة واثنتا عشرة سنة ‏{‏إِنَّ رَبّى لَسَمِيعُ الدعاء‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏40‏]‏

‏{‏رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ‏(‏40‏)‏‏}‏

‏{‏رَبِّ اجعلنى مُقِيمَ الصلاة‏}‏ اجعل ‏{‏مِن ذُرّيَّتِى‏}‏ مَنْ يقيمها وأتى ب «من» لإِعلام الله تعالى له أن منهم كفارا ‏{‏رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ‏}‏ المذكور‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏41‏]‏

‏{‏رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ‏(‏41‏)‏‏}‏

‏{‏رَبَّنَا اغفر لِى وَلِوَالِدَىَّ‏}‏ هذا قبل أن يتبين له عداوتهما لله عز وجل وقيل أسلمت أمه وقرئ «والدي» مفرداً و«وَوَلَدَيَّ» ‏{‏وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ‏}‏ يثبت ‏{‏الحساب‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏42‏]‏

‏{‏وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ‏(‏42‏)‏‏}‏

قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلاَ تَحْسَبَنَّ الله غافلا عَمَّا يَعْمَلُ الظالمون‏}‏ الكافرون من أهل مكة ‏{‏إِنَّمَا يُؤَخّرُهُمْ‏}‏ بلا عذاب ‏{‏لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبصار‏}‏ لهول ما ترى يقال شخص بصر فلان أي فتحه فلم يغمضه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏43‏]‏

‏{‏مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ‏(‏43‏)‏‏}‏

‏{‏مُهْطِعِينَ‏}‏ مسرعين حال ‏{‏مُقْنِعِى‏}‏ رافعي ‏{‏رُءُوسِهِمْ‏}‏ إلى السماء ‏{‏لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ‏}‏ بصرهم ‏{‏وَأَفْئِدَتُهُمْ‏}‏ قلوبهم ‏{‏هَوَاءٌ‏}‏ خالية من العقل لفزعهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏44‏]‏

‏{‏وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ ‏(‏44‏)‏‏}‏

‏{‏وَأَنذِرِ‏}‏ خوِّف يا محمد ‏{‏الناس‏}‏ الكفار ‏{‏يَوْمَ يَأْتِيهِمُ العذاب‏}‏ هو يوم القيامة ‏{‏فَيَقُولُ الذين ظَلَمُواْ‏}‏ كفروا ‏{‏رَبَّنَا أَخّرْنَا‏}‏ بأن تردّنا إلى الدنيا ‏{‏إلى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ‏}‏ بالتوحيد ‏{‏وَنَتَّبِعِ الرسل‏}‏ فيقال لهم توبيخاً ‏{‏أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُمْ‏}‏ حلفتم ‏{‏مِن قَبْلُ‏}‏ في الدنيا ‏{‏مَا لَكُم مّنْ‏}‏ زائدة ‏{‏زَوَالٍ‏}‏ عنها إلى الآخرة‏؟‏

تفسير الآية رقم ‏[‏45‏]‏

‏{‏وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ ‏(‏45‏)‏‏}‏

‏{‏وَسَكَنتُمْ‏}‏ فيها ‏{‏فِى مساكن الذين ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ‏}‏ بالكفر من الأمم السابقة ‏{‏وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ‏}‏ من العقوبة فلم تنزجروا ‏{‏وَضَرَبْنَا‏}‏ بيّنّا ‏{‏لَكُمُ الأمثال‏}‏ في القرآن فلم تعتبروا‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏46‏]‏

‏{‏وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ‏(‏46‏)‏‏}‏

‏{‏وَقَدْ مَكَرُواْ‏}‏ بالنبيّ صلى الله عليه وسلم ‏{‏مَكْرِهِمْ‏}‏ حيث أرادوا قتله أو تقييده أو إخراجه ‏{‏وَعِندَ الله مَكْرُهُمْ‏}‏ أي علمه أو جزاؤه ‏{‏وَإِن‏}‏ ما ‏{‏كَانَ مَكْرُهُمْ‏}‏ وإن عظم ‏{‏لِتَزُولَ مِنْهُ الجبال‏}‏ المعنى لا يُعْبَأُ به ولا يضرّ إلا أنفسهم والمراد بالجبال هنا قيل حقيقتها وقيل شرائع الإِسلام المشبهة بها في القرار والثبات وفي قراءة بفتح لام «لتزول» ورفع الفعل ف «إن» مخففة والمراد تعظيم مكرهم وقيل‏:‏ المراد بالمكر كفرهم‏.‏ ويناسبه على الثانية ‏{‏تَكَاَدُ السموات يَتَفَطَرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الجِبَالُ هَدًّا‏}‏ ‏[‏90‏:‏ 19‏]‏ وعلى الأول ما قرئ وما كان‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏47‏]‏

‏{‏فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ‏(‏47‏)‏‏}‏

‏{‏فَلاَ تَحْسَبَنَّ الله مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ‏}‏ بالنصر ‏{‏إِنَّ الله عَزِيزٌ‏}‏ غالب لا يعجزه شيء ‏{‏ذُو انتقام‏}‏ ممن عصاه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏48‏]‏

‏{‏يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ‏(‏48‏)‏‏}‏

اذكر ‏{‏يَوْمَ تُبَدَّلُ الأرض غَيْرَ الارض والسماوات‏}‏ هو يوم القيامة فيحشر الناس على أرض بيضاء نقية كما في حديث الصحيحين‏:‏ وروى مسلم حديث‏:‏ سئل النبي صلى الله عليه وسلم أين الناس يومئذ‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏على الصراط‏)‏ ‏{‏وَبَرَزُواْ‏}‏ خرجوا من القبور ‏{‏للَّهِ الواحد الْقَهَّارِ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏49‏]‏

‏{‏وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ‏(‏49‏)‏‏}‏

‏{‏وَتَرَى‏}‏ يا محمد تبصر ‏{‏المجرمين‏}‏ الكافرين ‏{‏يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ‏}‏ مشدودين مع شياطينهم ‏{‏فِى الأصفاد‏}‏ القيود أو الأغلال‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏50‏]‏

‏{‏سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ ‏(‏50‏)‏‏}‏

‏{‏سَرَابِيلُهُم‏}‏ قمصهم ‏{‏مِّن قَطِرَانٍ‏}‏ لأنه أبلغ لاشتعال النار ‏{‏وتغشى‏}‏ تعلو ‏{‏وُجُوهَهُمُ النار‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏51‏]‏

‏{‏لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ‏(‏51‏)‏‏}‏

‏{‏لِيَجْزِىَ‏}‏ متعلق ب «برزوا» ‏{‏الله كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ‏}‏ من خير وشرّ ‏{‏إِنَّ الله سَرِيعُ الحساب‏}‏ يحاسب جميع الخلق في قدر نصف نهار من أيام الدنيا لحديث بذلك‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏52‏]‏

‏{‏هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ‏(‏52‏)‏‏}‏

‏{‏هذا‏}‏ القرآن ‏{‏بلاغ لّلنَّاسِ‏}‏ أي أُنزل لتبليغهم ‏{‏وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ‏}‏ بما فيه من الحجج ‏{‏أَنَّمَا هُوَ‏}‏ أي الله ‏{‏إله وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ‏}‏ بإدغام التاء في الأصل مِنَ الذال يتعظ ‏{‏أُوْلُواْ الألباب‏}‏ أصحاب العقول‏.‏

سورة الحجر

تفسير الآية رقم ‏[‏1‏]‏

‏{‏الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ ‏(‏1‏)‏‏}‏

‏{‏الر‏}‏ الله أعلم بمراده بذلك ‏{‏تِلْكَ‏}‏ هذه الآيات ‏{‏ءايات الكتاب‏}‏ القرآن والإِضافة بمعنى «مِن» ‏{‏وَقُرْءَانٍ مُّبِينٍ‏}‏ مظهر للحق من الباطل عطف بزيادة صفة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏2‏]‏

‏{‏رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ ‏(‏2‏)‏‏}‏

‏{‏رُّبَمَا‏}‏ بالتشديد والتخفيف ‏{‏يَوَدُّ‏}‏ يتمنى ‏{‏الذين كَفَرُواْ‏}‏ يوم القيامة إذا عاينوا حالهم وحال المسلمين ‏{‏لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ‏}‏ و«رُبَّ» للتكثير، فإنه يكثر منهم تمني ذلك وقيل للتقليل فإن الأهوال تدهشهم فلا يفيقون حتى يتمنوا ذلك إلا في أحيان قليلة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏3‏]‏

‏{‏ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ‏(‏3‏)‏‏}‏

‏{‏ذَرْهُمْ‏}‏ اترك الكفار يا محمد ‏{‏يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ‏}‏ بدنياهم ‏{‏وَيُلْهِهِمُ‏}‏ يشغلهم ‏{‏الأمل‏}‏ بطول العمر وغيره عن الإِيمان ‏{‏فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ‏}‏ عاقبة أمرهم، وهذا قبل الأمر بالقتال‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏4‏]‏

‏{‏وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ ‏(‏4‏)‏‏}‏

‏{‏وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن‏}‏ زائدة ‏{‏قَرْيَةٍ‏}‏ أريد أهلها ‏{‏إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ‏}‏ أجل ‏{‏مَّعْلُومٌ‏}‏ محدود لإِهلاكها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏5‏]‏

‏{‏مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ ‏(‏5‏)‏‏}‏

‏{‏مَّا تَسْبِقُ مِنْ‏}‏ زائدة ‏{‏أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَخِرُونَ‏}‏ يتأخرون عنه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏6‏]‏

‏{‏وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ‏(‏6‏)‏‏}‏

‏{‏وَقَالُواْ‏}‏ أي كفار مكة للنبي صلى الله عليه وسلم ‏{‏ياأيها الذى نُزّلَ عَلَيْهِ الذكر‏}‏ القرآن في زعمه ‏{‏إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏7‏]‏

‏{‏لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ‏(‏7‏)‏‏}‏

‏{‏لَّوْ مَا‏}‏ هلا ‏{‏تَأْتِينَا بالملائكة إِن كُنتَ مِنَ الصادقين‏}‏ في قولك إنك نبيّ، وإن هذا القرآن من عند الله‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏8‏]‏

‏{‏مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ ‏(‏8‏)‏‏}‏

‏{‏مَا تُنَزَّلَ‏}‏ فيه حذف إحدى التاءين ‏{‏الملائكة إِلاَّ بالحق‏}‏ بالعذاب ‏{‏وَمَا كَانُواْ إِذًا‏}‏ أي حين نزول الملائكة بالعذاب ‏{‏مُنظَرِينَ‏}‏ مؤخّرين‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏9‏]‏

‏{‏إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ‏(‏9‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّا نَحْنُ‏}‏ تأكيد لاسم «إن» أو فصل ‏{‏نَزَّلْنَا الذكر‏}‏ القرآن ‏{‏وَإِنَّا لَهُ لحافظون‏}‏ من التبديل والتحريف والزيادة والنقص‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏10‏]‏

‏{‏وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ ‏(‏10‏)‏‏}‏

‏{‏وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ‏}‏ رسلاً ‏{‏فِى شِيَعِ‏}‏ فرق ‏{‏الأولين‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏11‏]‏

‏{‏وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ‏(‏11‏)‏‏}‏

‏{‏وَمَا‏}‏ كان ‏{‏يَأْتِيهِم مّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزءُونَ‏}‏ كاستهزاء قومك بك، وهذا تسلية له صلى الله عليه وسلم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏12‏]‏

‏{‏كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ‏(‏12‏)‏‏}‏

‏{‏كذلك نَسْلُكُهُ‏}‏ أي مثل إدخالنا التكذيب في قلوب أولئك نُدْخله ‏{‏فِى قُلُوبِ المجرمين‏}‏ أي كفار مكة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏13‏]‏

‏{‏لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ ‏(‏13‏)‏‏}‏

‏{‏لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ‏}‏ بالنبيّ صلى الله عليه وسلم ‏{‏وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأولين‏}‏ أي سنة الله فيهم من تعذيبهم بتكذيبهم أنبياءهم وهؤلاء مثلهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏14‏]‏

‏{‏وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ ‏(‏14‏)‏‏}‏

‏{‏وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ السمآء فَظَلُّواْ فِيهِ‏}‏ في الباب ‏{‏يَعْرُجُونَ‏}‏ يصعدون‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏15‏]‏

‏{‏لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ ‏(‏15‏)‏‏}‏

‏{‏لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ‏}‏ سدّت ‏{‏أبصارنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ‏}‏ يخيل إلينا ذلك‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏16‏]‏

‏{‏وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ‏(‏16‏)‏‏}‏

‏{‏وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِى السمآء بُرُوجًا‏}‏ اثني عشر‏:‏ الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت، وهي منازل الكواكب السبعة السيارة‏:‏ ‏(‏المريخ‏)‏ وله الحمل والعقرب، ‏(‏والزهرة‏)‏ ولها الثور والميزان، و‏(‏عطارد‏)‏ وله الجوزاء والسنبلة، و‏(‏القمر‏)‏ وله السرطان، و‏(‏الشمس‏)‏ ولها الأسد، و‏(‏المشتري‏)‏ وله القوس والحوت، و‏(‏زحل‏)‏ وله الجدي والدلو ‏{‏وزيناها‏}‏ بالكواكب ‏{‏للناظرين‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏17‏]‏

‏{‏وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ ‏(‏17‏)‏‏}‏

‏{‏وحفظناها‏}‏ بالشهب ‏{‏مِن كُلِّ شيطان رَّجِيمٍ‏}‏ مرجوم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏18‏]‏

‏{‏إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ ‏(‏18‏)‏‏}‏

‏{‏إِلاَّ‏}‏ لكن ‏{‏مَنِ استرق السمع‏}‏ خطفه ‏{‏فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ‏}‏ كوكب يضيء يحرقه أو يثقبه أو يخبله‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏19‏]‏

‏{‏وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ ‏(‏19‏)‏‏}‏

‏{‏والأرض مددناها‏}‏ بسطناها ‏{‏وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رواسي‏}‏ جبالاً ثوابت لئلا تتحرّك بأهلها ‏{‏وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَئ مَّوْزُونٍ‏}‏ معلوم مقدّر‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏20‏]‏

‏{‏وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ ‏(‏20‏)‏‏}‏

‏{‏وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا معايش‏}‏ بالياء من الثمار والحبوب ‏{‏وَ‏}‏ جعلنا لكم ‏{‏مَن لَّسْتُمْ لَهُ برازقين‏}‏ من العبيد والدوابّ والأنعام فإنما يرزقهم الله‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏21‏]‏

‏{‏وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ‏(‏21‏)‏‏}‏

‏{‏وَإِن‏}‏ ما ‏{‏مِّن‏}‏ زائدة ‏{‏شَئ إِلاَّ عِندَنَا خَزَآئِنُهُ‏}‏ مفاتيح خزائنه ‏{‏وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ‏}‏ على حسب المصالح‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏22‏]‏

‏{‏وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ‏(‏22‏)‏‏}‏

‏{‏وَأَرْسَلْنَا الرياح لَوَاقِحَ‏}‏ تلقح السحاب فيمتلئ ماء ‏{‏فَأَنزَلْنَا مِنَ السمآء‏}‏ السحاب ‏{‏مآءً‏}‏ مطراً ‏{‏فأسقيناكموه وَمَآ أَنْتُمْ لَهُ بخازنين‏}‏ أي ليست خزائنه بأيديكم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏23‏]‏

‏{‏وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ ‏(‏23‏)‏‏}‏

‏{‏وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْىِ وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الوارثون‏}‏ الباقون نرث جميع الخلق‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏24‏]‏

‏{‏وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ ‏(‏24‏)‏‏}‏

‏{‏وَلَقَدْ عَلِمْنَا المستقدمين مِنكُمْ‏}‏ أي من تقدّم من الخَلْقِ من لدن آدم ‏{‏وَلَقَدْ عَلِمْنَا المستئخرين‏}‏ المتأخرين إلى يوم القيامة‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏25‏]‏

‏{‏وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ‏(‏25‏)‏‏}‏

‏{‏وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ‏}‏ في صنعه ‏{‏عَلِيمٌ‏}‏ بخلقه‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏26‏]‏

‏{‏وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ‏(‏26‏)‏‏}‏

‏{‏وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان‏}‏ آدم ‏{‏مِن صلصال‏}‏ طين يابس يسمع له صلصلة أي صوت إذا نُقِرَ ‏{‏مِّنْ حَمَإٍ‏}‏ طين أسود ‏{‏مَّسْنُونٍ‏}‏ متغير‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏27‏]‏

‏{‏وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ ‏(‏27‏)‏‏}‏

‏{‏والجآن‏}‏ أبا الجن وهو إبليس ‏{‏خلقناه مِن قَبْلُ‏}‏ أي قبل خلق آدم ‏{‏مِن نَّارِ السموم‏}‏ هي نار لا دخان لها تنفذ في المسام‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏28‏]‏

‏{‏وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ‏(‏28‏)‏‏}‏

‏{‏وَ‏}‏ اذْكر ‏{‏إِذْ قَالَ رَبُّكَ للملائكة إِنِّى خالق بَشَراً مِّن صلصال مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏29‏]‏

‏{‏فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ‏(‏29‏)‏‏}‏

‏{‏فَإِذَا سَوَّيْتُهُ‏}‏ أتممته ‏{‏وَنَفَخْتُ‏}‏ أجريت ‏{‏فِيهِ مِن رُّوحِى‏}‏ فصار حيًّا وإضافة الروح إليه تشريف لآدم ‏{‏فَقَعُواْ لَهُ ساجدين‏}‏ سجود تحية بالانحناء‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏30‏]‏

‏{‏فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ‏(‏30‏)‏‏}‏

‏{‏فَسَجَدَ الملائكة كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ‏}‏ فيه تأكيدان‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏31‏]‏

‏{‏إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ‏(‏31‏)‏‏}‏

‏{‏إِلاَّ إِبْلِيسَ‏}‏ هو أبو الجنّ كان بين الملائكة ‏{‏أبى‏}‏ امتنع من ‏{‏أَن يَكُونَ مَعَ الساجدين‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏32‏]‏

‏{‏قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ‏(‏32‏)‏‏}‏

‏{‏قَالَ‏}‏ تعالى ‏{‏ياإبليس مالَكَ‏}‏ ما منعك ‏{‏أَ‏}‏ ن ‏{‏لا‏}‏ زائدة ‏{‏تَكُونَ مَعَ الساجدين‏}‏‏؟‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏33‏]‏

‏{‏قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ‏(‏33‏)‏‏}‏

‏{‏قَالَ لَمْ أَكُن لأَسْجُدَ‏}‏ لا ينبغي لي أن أسجد ‏{‏لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صلصال مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏34‏]‏

‏{‏قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ‏(‏34‏)‏‏}‏

‏{‏قَالَ فاخرج مِنْهَا‏}‏ أي من الجنة، وقيل من السموات ‏{‏فَإِنَّكَ رَجِيمٌ‏}‏ مطرود‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏35‏]‏

‏{‏وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ‏(‏35‏)‏‏}‏

‏{‏وَإِنَّ عَلَيْكَ اللعنة إلى يَوْمِ الدين‏}‏ الجزاء‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏36‏]‏

‏{‏قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ‏(‏36‏)‏‏}‏

‏{‏قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِى إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ‏}‏ أي الناس‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏37‏]‏

‏{‏قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ‏(‏37‏)‏‏}‏

‏{‏قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ المنظرين‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏38‏]‏

‏{‏إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ‏(‏38‏)‏‏}‏

‏{‏إلى يَوْمِ الوقت المعلوم‏}‏ وقت النفخة الأولى‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏39‏]‏

‏{‏قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ‏(‏39‏)‏‏}‏

‏{‏قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِى‏}‏ أي بإغوائك لي، والباء للقسم، وجوابه ‏{‏لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِى الأرض‏}‏ المعاصي ‏{‏وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏40‏]‏

‏{‏إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ‏(‏40‏)‏‏}‏

‏{‏إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ المخلصين‏}‏ أي المؤمنين‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏41‏]‏

‏{‏قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ ‏(‏41‏)‏‏}‏

‏{‏قَالَ‏}‏ تعالى ‏{‏هذا صراط عَلَىَّ مُسْتَقِيمٌ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏42‏]‏

‏{‏إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ‏(‏42‏)‏‏}‏

وهو ‏{‏إِنَّ عِبَادِى‏}‏ أي المؤمنين ‏{‏لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سلطان‏}‏ قوّة ‏{‏إِلاَّ‏}‏ لكن ‏{‏مَنِ اتبعك مِنَ الغاوين‏}‏ الكافرين‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏43‏]‏

‏{‏وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ‏(‏43‏)‏‏}‏

‏{‏وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ‏}‏ أي من اتبعك معك‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏44‏]‏

‏{‏لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ ‏(‏44‏)‏‏}‏

‏{‏لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ‏}‏ أطباق ‏{‏لِكُلِّ بَابٍ‏}‏ منها ‏{‏مِّنْهُمْ جُزْءٌ‏}‏ نصيب ‏{‏مَّقْسُومٌ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏45‏]‏

‏{‏إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ‏(‏45‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّ المتقين فِى جنات‏}‏ بساتين ‏{‏وَعُيُونٍ‏}‏ تجري فيها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏46‏]‏

‏{‏ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آَمِنِينَ ‏(‏46‏)‏‏}‏

ويقال لهم ‏{‏ادخلوها بسلام‏}‏ أي سالمين من كل مخوّف أو مع سلام أي سَلموا وادخلوا ‏{‏ءَامِنِينَ‏}‏ من كل فزع‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏47‏]‏

‏{‏وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ‏(‏47‏)‏‏}‏

‏{‏وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ‏}‏ حقد ‏{‏إِخْوَانًا‏}‏ حال منهم ‏{‏على سُرُرٍ متقابلين‏}‏ حال أيضاً أي لا ينظر بعضهم إلى قفا بعض لدوران الأسرّة بهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏48‏]‏

‏{‏لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ ‏(‏48‏)‏‏}‏

‏{‏لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ‏}‏ تعب ‏{‏وَمَا هُمْ مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ‏}‏ أبَداً‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏49‏]‏

‏{‏نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ‏(‏49‏)‏‏}‏

‏{‏نَبِّئ‏}‏ خَبِّرْ يا محمد ‏{‏عِبَادِى أَنّى أَنَا الغفور‏}‏ للمؤمنين ‏{‏الرحيم‏}‏ بهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏50‏]‏

‏{‏وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ ‏(‏50‏)‏‏}‏

‏{‏وَأَنَّ عَذَابِى‏}‏ للعصاة ‏{‏هُوَ العذاب الأليم‏}‏ المؤلم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏51‏]‏

‏{‏وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ ‏(‏51‏)‏‏}‏

‏{‏وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ‏}‏ هم الملائكة إثنا عشر أو عشرة أو ثلاثة منهم جبريل‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏52‏]‏

‏{‏إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ ‏(‏52‏)‏‏}‏

‏{‏إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سلاما‏}‏ أي هذا اللفظ ‏{‏قَالَ‏}‏ إبراهيم لما عَرَض عليهم الأكل فلم يأكلوا ‏{‏إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ‏}‏ خائفون‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏53‏]‏

‏{‏قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ ‏(‏53‏)‏‏}‏

‏{‏قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ‏}‏ لا تخف ‏{‏إنَّا‏}‏ رسل ربك ‏{‏نُبَشِّرُكَ بغلام عَلِيمٍ‏}‏ ذي علم كثير هو إسحاق كما ذكر في ‏(‏هود‏)‏ ‏[‏71‏:‏ 11‏]‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏54‏]‏

‏{‏قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ ‏(‏54‏)‏‏}‏

‏{‏قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِى‏}‏ بالولد ‏{‏على أَن مَّسَّنِىَ الكبر‏}‏ حال أي مع مسه إياي‏؟‏ ‏{‏فَبِمَ‏}‏ فبأيّ شيء ‏{‏تُبَشِّرُونَ‏}‏‏؟‏ استفهام تعجب‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏55‏]‏

‏{‏قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ ‏(‏55‏)‏‏}‏

‏{‏قَالُواْ بشرناك بالحق‏}‏ بالصدق ‏{‏فَلاَ تَكُن مِّنَ القانطين‏}‏ الآيسين‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏56‏]‏

‏{‏قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ‏(‏56‏)‏‏}‏

‏{‏قَالَ وَمَن‏}‏ أي لا ‏{‏يَقْنَطُ‏}‏ بكسر النون وفتحها ‏{‏مِن رَّحْمَةِ رَبّهِ إِلاَّ الضآلون‏}‏ الكافرون‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏57‏]‏

‏{‏قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ ‏(‏57‏)‏‏}‏

‏{‏قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ‏}‏ شأنكم ‏{‏أَيُّهَا المرسلون‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏58‏]‏

‏{‏قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ ‏(‏58‏)‏‏}‏

‏{‏قَالُواْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إلى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ‏}‏ كافرين أي قوم لوط لإِهلاكهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏59‏]‏

‏{‏إِلَّا آَلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ ‏(‏59‏)‏‏}‏

‏{‏إِلآ ءَالَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ‏}‏ لإِيمانهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏60‏]‏

‏{‏إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ ‏(‏60‏)‏‏}‏

‏{‏إِلاَّ امرأته قَدَّرْنَآ إِنَّهَا لَمِنَ الغابرين‏}‏ الباقين في العذاب لكفرها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏61‏]‏

‏{‏فَلَمَّا جَاءَ آَلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ ‏(‏61‏)‏‏}‏

‏{‏فَلَمَّا جَآءَ ءَالَ لُوطٍ‏}‏ أي لوطاً ‏{‏المرسلون‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏62‏]‏

‏{‏قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ ‏(‏62‏)‏‏}‏

‏{‏قَالَ‏}‏ لهم ‏{‏إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ‏}‏ لا أعرفكم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏63‏]‏

‏{‏قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ ‏(‏63‏)‏‏}‏

‏{‏قَالُواْ بَلْ جئناك بِمَا كَانُواْ‏}‏ أي قومك ‏{‏فِيهِ يَمْتَرُونَ‏}‏ يشكون وهو العذاب‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏64‏]‏

‏{‏وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ‏(‏64‏)‏‏}‏

‏{‏وأتيناك بالحق وَإِنَّا لصادقون‏}‏ في قولنا‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏65‏]‏

‏{‏فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ ‏(‏65‏)‏‏}‏

‏{‏فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اليل واتبع أدبارهم‏}‏ امش خلفهم ‏{‏وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ‏}‏ لئلا يرى عظيم ما ينزل بهم ‏{‏وامضوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ‏}‏ وهو الشام‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏66‏]‏

‏{‏وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ ‏(‏66‏)‏‏}‏

‏{‏وَقَضَيْنَآ‏}‏ أوحينا ‏{‏إِلَيْهِ ذلك الأمر‏}‏ وهو ‏{‏أَنَّ دَابِرَ هؤلاءآء مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ‏}‏ حال أي يتم استئصالهم في الصباح‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏67‏]‏

‏{‏وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ ‏(‏67‏)‏‏}‏

‏{‏وَجَآءَ أَهْلُ المدينة‏}‏ مدينة سدوم، وهم قوم لوط لما أُخبروا أن في بيت لوط مُرْداً حساناً وهم الملائكة ‏{‏يَسْتَبْشِرُونَ‏}‏ حال طمعاً في فعل الفاحشة بهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏68‏]‏

‏{‏قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ ‏(‏68‏)‏‏}‏

‏{‏قَالَ‏}‏ لوط ‏{‏إِنَّ هؤلاءآء ضَيْفِى فَلاَ تَفْضَحُونِ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏69‏]‏

‏{‏وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ ‏(‏69‏)‏‏}‏

‏{‏واتقوا الله وَلاَ تُخْزُونِ‏}‏ بقصدكم إياهم بفعل الفاحشة بهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏70‏]‏

‏{‏قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ ‏(‏70‏)‏‏}‏

‏{‏قَالُواْ أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ العالمين‏}‏ عن إضافتهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏71‏]‏

‏{‏قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ‏(‏71‏)‏‏}‏

‏{‏قَالَ هؤلاءآء بَنَاتِى إِن كُنْتُمْ فاعلين‏}‏ ما تريدون من قضاء الشهوة فتزوجوهن‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏72‏]‏

‏{‏لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ‏(‏72‏)‏‏}‏

قال تعالى‏:‏ ‏{‏لَعَمْرُكَ‏}‏ خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أي وحياتك ‏{‏إِنَّهُمْ لَفِى سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ‏}‏ يتردّدون‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏73‏]‏

‏{‏فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ ‏(‏73‏)‏‏}‏

‏{‏فَأَخَذَتْهُمُ الصيحة‏}‏ صيحة جبريل ‏{‏مُشْرِقِينَ‏}‏ وقت شروق الشمس‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏74‏]‏

‏{‏فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ ‏(‏74‏)‏‏}‏

‏{‏فَجَعَلْنَا عاليها‏}‏ أي قراهم ‏{‏سَافِلَهَا‏}‏ بأن رفعها جبريل إلى السماء وأسقطها مقلوبة إلى الأرض ‏{‏وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ‏}‏ طين طبخ بالنار‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏75‏]‏

‏{‏إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ‏(‏75‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّ فِى ذَلِكَ‏}‏ المذكور ‏{‏لأيات‏}‏ دلالات على وحدانية الله ‏{‏لِّلْمُتَوَسِّمِينَ‏}‏ للناظرين المعتبرين‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏76‏]‏

‏{‏وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ ‏(‏76‏)‏‏}‏

‏{‏وَإِنَّهَا‏}‏ أي قرى قوم لوط ‏{‏لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمٍ‏}‏ طريق قريش إلى الشام لم تندرس أفلا يعتبرون بهم‏؟‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏77‏]‏

‏{‏إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ ‏(‏77‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّ فِى ذلك لأَيَةً‏}‏ لعبرة ‏{‏لِلْمُؤْمِنِينَ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏78‏]‏

‏{‏وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ ‏(‏78‏)‏‏}‏

‏{‏وَإِن‏}‏ مخففة أي إنه ‏{‏كَانَ أصحاب الأيكة‏}‏ هي غيضة شجر بقرب ‏(‏مدين‏)‏ وهم قوم ‏(‏شعيب‏)‏ ‏{‏لظالمين‏}‏ بتكذيبهم شعيباً‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏79‏]‏

‏{‏فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ ‏(‏79‏)‏‏}‏

‏{‏فانتقمنا مِنْهُمْ‏}‏ بأن أهلكناهم بشدة الحر ‏{‏وَإِنَّهُمَا‏}‏ أي قرى قوم لوط والأيكة ‏{‏لَبِإِمَامٍ‏}‏ طريق ‏{‏مُّبِينٍ‏}‏ واضح أفلا تعتبرون بهم يا أهل مكة‏؟‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏80‏]‏

‏{‏وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ ‏(‏80‏)‏‏}‏

‏{‏وَلَقَدْ كَذَّبَ أصحاب الحجر‏}‏ واد بين المدينة والشام وهم ثمود ‏{‏المرسلين‏}‏ بتكذيبهم صالحاً لأنه تكذيب لباقي الرسل لإشتراكهم في المجيء بالتوحيد‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏81‏]‏

‏{‏وَآَتَيْنَاهُمْ آَيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ ‏(‏81‏)‏‏}‏

‏{‏وءاتيناهم ءاياتنا‏}‏ في الناقة ‏{‏فَكَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ‏}‏ لا يتفكرون فيها‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏82‏]‏

‏{‏وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آَمِنِينَ ‏(‏82‏)‏‏}‏

‏{‏وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ الجبال بُيُوتًا ءَامِنِينَ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏83‏]‏

‏{‏فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ ‏(‏83‏)‏‏}‏

‏{‏فَأَخَذَتْهُمُ الصيحة مُصْبِحِينَ‏}‏ وقت الصباح‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏84‏]‏

‏{‏فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ‏(‏84‏)‏‏}‏

‏{‏فَمَآ أغنى‏}‏ دفع ‏{‏عَنْهُم‏}‏ العذاب ‏{‏مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ‏}‏ من بناء الحصون وجمع الأموال‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏85‏]‏

‏{‏وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآَتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ‏(‏85‏)‏‏}‏

‏{‏وَمَا خَلَقْنَا السموات والأرض وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلاَّ بالحق وَإِنَّ الساعة لأَتِيَةٌ‏}‏ لا محالة فيجازي كل واحد بعمله ‏{‏فاصفح‏}‏ يا محمد عن قومك ‏{‏الصفح الجميل‏}‏ أعرض عنهم إعراضاً لا جزع فيه وهذا منسوخ بآية السيف ‏[‏5‏:‏ 9‏]‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏86‏]‏

‏{‏إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ ‏(‏86‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الخلاق‏}‏ لكل شيء ‏{‏العليم‏}‏ بكل شيء‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏87‏]‏

‏{‏وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ ‏(‏87‏)‏‏}‏

‏{‏وَلَقَدْ ءاتيناك سَبْعًا مِّنَ المثاني‏}‏ قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ «هي الفاتحة» رواه الشيخان لأنها تُثَنَّى في كل ركعة ‏{‏والقرءان العظيم‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏88‏]‏

‏{‏لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ‏(‏88‏)‏‏}‏

‏{‏لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إلى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا‏}‏ أصنافاً ‏{‏مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ‏}‏ إن لم يؤمنوا ‏{‏واخفض جَنَاحَكَ‏}‏ ألن جانبك ‏{‏لِلْمُؤْمِنِينَ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏89‏]‏

‏{‏وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ ‏(‏89‏)‏‏}‏

‏{‏وَقُلْ إِنِّى أَنَا النذير‏}‏ من عذاب الله أن ينزل عليكم ‏{‏المبين‏}‏ البين الإِنذار‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏90‏]‏

‏{‏كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ ‏(‏90‏)‏‏}‏

‏{‏كَمَآ أَنْزَلْنَا‏}‏ العذاب ‏{‏عَلَى المقتسمين‏}‏ اليهود والنصارى‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏91‏]‏

‏{‏الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآَنَ عِضِينَ ‏(‏91‏)‏‏}‏

‏{‏الذين جَعَلُواْ القرءان‏}‏ أي كتبهم المنزلة عليهم ‏{‏عِضِينَ‏}‏ أجزاء، حيث آمنوا ببعض وكفروا ببعض، وقيل المراد بهم الذين اقتسموا طرق مكة يصدون الناس عن الإسلام، وقال بعضهم في القرآن سحر وبعضهم كهانة وبعضهم شعر‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏92‏]‏

‏{‏فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ‏(‏92‏)‏‏}‏

‏{‏فَوَرَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ‏}‏ سؤال توبيخ‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏93‏]‏

‏{‏عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ‏(‏93‏)‏‏}‏

‏{‏عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ‏}‏‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏94‏]‏

‏{‏فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ‏(‏94‏)‏‏}‏

‏{‏فاصدع‏}‏ يا محمد ‏{‏بِمَا تُؤْمَرُ‏}‏ به أي اجهر به وأمضه ‏{‏وَأَعْرِضْ عَنِ المشركين‏}‏ هذا قبل الأمر بالجهاد‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏95‏]‏

‏{‏إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ‏(‏95‏)‏‏}‏

‏{‏إِنَّا كفيناك المستهزءين‏}‏ بك بإهلاكنا كلاً منهم بآفة وهم‏:‏ الوليد بن المغيرة والعاصي بن وائل وعدي بن قيس والأسود بن عبد المطلب والأسود بن عبد يغوث‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏96‏]‏

‏{‏الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ‏(‏96‏)‏‏}‏

‏{‏الذين يَجْعَلُونَ مَعَ الله إلها ءاخَرَ‏}‏ صفة، وقيل مبتدأ ولتضمنه معنى الشرط دخلت الفاء في خبره وهو ‏{‏فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ‏}‏ عاقبة أمرهم‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏97‏]‏

‏{‏وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ‏(‏97‏)‏‏}‏

‏{‏وَلَقَدْ‏}‏ للتحقيق ‏{‏نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ‏}‏ من الاستهزاء والتكذيب‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏98‏]‏

‏{‏فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ‏(‏98‏)‏‏}‏

‏{‏فَسَبِّحْ‏}‏ ملتبساً ‏{‏بِحَمْدِ رَبِّكَ‏}‏ أي قل سبحان الله وبحمده ‏{‏وَكُنْ مِّنَ الساجدين‏}‏ المصلين‏.‏

تفسير الآية رقم ‏[‏99‏]‏

‏{‏وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ‏(‏99‏)‏‏}‏

‏{‏واعبد رَبَّكَ حتى يَأْتِيَكَ اليقين‏}‏ الموت‏.‏